رابعا : الصديق :
أما نسب الصديق وإخوته فهو كما يلى:
الصديق ولد فودي الثاني الجامع بن حبيب الله الملقب )اتشاغ
ييج( بن أحمد بن حيبل بن احمد الهادي بن إبراهيم بن أبى بكر ــ وهو
الذى كان يرضعه والده في الطريق ــ ابن محمد ذي الثدي بن إبراهيم بن شمس الدين
الأول بن يحي
الكبير القلقمي بن سيدي محمد بن سيدي عثمان بن ملاي أبي بكر بن سيد يحي بن ملاي
عبد الرحمان بن أحمد الزكي ) ملاي أران
بالازيرية( بن ملاي )عبد أل أتلان ( بالشلحية بن أحمد الأغر ) اجملان( بن إبراهيم بن ملاي مسعود بن ملاي عيسى بن ملاي عثمان بن ملاي
اسماعيل بن ملاي عبد الوهاب بن ملاي يوسف بن ملاي عمر بن يحي بن عبدالله الأكبر بن
ملاي أحمد الأغر بن إدريس الثاني بن إدريس
الأول بن عبدالله الكامل )المحض( بن
الحسن المثنى بن الحسن بن علي كرم الله وجهه من فاطمة الزهراء.
وتعميما للفائدة ارتأينا أن
نضع ملحقا خاصا يعضد هذه السلسلة تجدونه في النهاية ان شاء الله.
حرب شربب لارتباطها بالموضوع:
وكانت على خلفية منع الزكاة حيث دارت رحاها بين الزوايا بقيادة
تاشمش وخاصة الإمام ناصر الدين الديماني وهو
أبوبكر بن أبهم ينتهي نسبة الى أبهنض أمغر جد اولاد ديمان.
ويقول أبو بكر بن احجاب الفاضلي الديماني في أنساب
تاشمش.
فمن قريش هؤلاء النفر
أبيال يعقوب أبهنض أمغر
وهكذا ابهنضام أيضا ينتمى لجعفر والأولان فهــــــــما
لجعفر ولعتيق نســــــبا وهكذا نسبهم من نسبـــــا
والقول في يدَّاجَ أيضا حميري وقيل
آل خالد اللييث الجري
والوقف عن يدمس أنجى للبري ما لم يحط بكنهه من مخبر
أما حسان فقد كانت بقيادة هدي بن أحمد بن دمان من اترارزة، ولبراكنة
بزعامة نغماش السياسية وبكار الغول العسكرية وأولاد امبارك بقيادة بوسيف بن أوديكة
بن لغويز كما شارك فيها بعض أبناء يحي بن عثمان وبافور وبعض ملوك السودان إلى جانب
حسان وانتهت الحرب على الأرجح سنة 1085هـ في اترارزة أما في لبراكنة فلم تنته الا بعد ذلك
بمدة.
وللمزيد من المعلومات بهذا الخصوص راجع مذكرة
محمد المختار بن السعد كما تشير نفس المذكرة أن الزوايا شارك منهم إلى جانب
"تشمش" و"تندغة" و "مدلش" و "بارتيل" و
بعض "إداب لحسن" و بعض "أولاد أبيري" وبعض "تاكونانت"
و"ايدغزيْنبو" و"إجيجب" و"لمجامر" من "لمتونة"
ــ انظر الصفحة 68 من المذكرة السابقة ــ ، كما أشار صاحب الوسيط إلى أن "ايدوعل"
شاركت منهم مجموعة في الحرب إلى جانب الزوايا ومن المؤكد أن سيدي لحسن بن القاظي
جد حرمة بن عبد الجليل شارك في الحرب بل كان من عناصرها الأساسيين أنظر المناقب لمحمد
اليدالي ومذكرة محمد المختار بن السعد.
ملاحظة :
كلمة حسان تطلق على
معظم القبائل المعقلية.
يقول
والد بن خالنا الديمانى:
ووقعت شربب عام شنه
وسلمها وقع عام شفه
ويقول المختار بن جنكي:
وعام تنفيظاظ عام شفه وأول الحروب عام شنه
ويقول محمذن فال بن متال:
إن الزوايا الشم من قد شرببوا وقاتلوا
بعيدهم والاقرب
تشمش مدلش وآل زينب تندغ
بارتيل آل جيجب
وبعض آل حسن قد شرببا
وبعضهم وحاجهم عنه أبى
كما تذكر بعض الوثائق أن أهل أوجفت شاركت منهم مجموعة إلى جانب
الزوايا وكانت نتيجة الحرب هزيمة الزوايا وقد فرضت عليهم شروط مجحفة لم يتخلصوا
منها إلا تدريجيا ، لكن هذه الحرب أعطتهم
قيمة معنوية يفتقدها غيرهم من الزوايا الذين لم يشاركوا في الحرب ، وأهم تلك القيم
عدم التبعية للإمارة وهوما يسمى بهذه
المنطقة ب"زوايا الشمس" ولهذه العبارة مدلولاتها من حرية واستقلال ووزن،
وإن كان ذلك الاستقلال له ثمنه من حيث عدم توفير الحماية لهذه القبائل في زمن يسود
فيه النهب والصعلكة والأزمات والمحن ، في
تلك الفترة انتشرت الفوضى والنهب والتلصص حتى أن القبائل برمتها أصبحت تمارس النهب
.هذا بالإضافة الى انتشار المجاعات الناتجة عن انحباس الامطار وانتشار الأمراض ،ويذكر أن امرأة أكلت ولدها من شدة الجوع ،
وعجز الناس عن الصلاة على الأموات ودفنهم انظر ص 260. مرجع السعدي في تاريخ
السودان.
كما أن منطقة أدرار أصابتها فترة جفاف ونهب كما
هو واضح في التضرعات التي تتخلل كتاب "المنة" لمحمد بن أحمد حسين.
فكانت الزوايا تمثل الجانب المعرفي والتشريعي ،بينما يمثل حسان
الجانب السلطوي والعسكري. وبهذه الوضعية وقع نوع من التعايش والاستقرار رغم ما يتخلله
من فتن بين الامارات تارة وبين القبائل تارة أخرى.
نبذة خاصة عن محمذن فال ولد متالي :
ومحمذن فال بن متال وإن كان غنيا عن التعريف يلتقي نسبه مع الصديق
عند فودي الجامع فهو مولود 1205 هــ أو 1206هـ في شمال غرب روصو وقد عاصر كوكبة من
العلماء منهم الشيخ محمد المام ومحنض باب ولد أعبيد ومحمد ولد محمد سالم.
وله مراسلات في ميادين شتى وخاصة في الميادين العلمية، وأخذ ابن متال
الطريقة الشاذلية عن ابن عفان التندغي فكان إماما لها يقول محمد سالم بن المحبوبي
ولد اليدالي من أبيات له:
ونجل متالى عن العفاني أخذه في العالم الروحاني
ملاحظة:
كلمة الزوايا تقال للقبائل التي سلكت مسلك
التعليم والتعلم .فأول زاوية أنشئت في البلد هي زاوية عبد الله ابن ياسين المتوفى
سنة 451 هجرية حتى اصبحت هذه الكلمة علما لكل من يتخذ العلم منهجا تعليما أو تعلما.
كما يقول أحد تلامذته :
وهو المجدد طريق الشاذل وماله
في العلم من مماثل
فكان كل من أتى من بعده منتفعا
بعــــــــــلمه وورده
وقد أوردنا له مقطوعات للإفادة و التبرك أيضا
أولها
افادة منظومة عن كلمة الشهادة (لا اله الا الله محمد رسول الله)
كلمة التوحيد سبع كلمات بعد
أبواب الجحيم الحاميات
حروفها عددها كعدد ساع
الجديدين بها فغرد
من قالها تسد كل كلمه بابا
فما أعظمها من كلمه
والعبد ان أذنب أي ساعة ذنبا
محاه حرف تلك الساعة
كل بلاء
نازل بالمسلم فيه بحمد الله
خمس أنعم
عدوله
عن ذنبه وعن أجل مما به حل و تكفير الزلل
يجزى به خيرا وكل ما نزل فقد
أراده الاله في الازل
لا بد من وقوعه ولا مفر منه ولا محيد عنه للبشر
و له في دراهم الانفاق
دراهم الانفاق سبعة تعد جزاؤها مضاعف في ما ورد
فدرهم أنفقته في الصدقات يكون
سبعين غدا من حسنات
ودرهم أنفقته على العيال سبعا
من المئين أجره ينال
وسبعة الألوف درهم الصداق
فالقرض قل سبعين ألفا باتفاق
ودرهم المغرم سبعمائة وفي
قضاء الدين دون مرية
وسبعة الألوف ان أنقته على
العلوم أو تكن صرفته
لأهلها أو لصلاح مسجد فذاك
لا يحصيه غير الصمد
وبدأ التدريس وعمره لم يبلغ عشرين سنة في آل
محم صديق )موسوعة
ابن حامد ج: 7 /ص:232} وكذلك مذكرة البو ولد محمذن ولد زين وكانت محظرته من أشهر
محاظر القرن التاسع عشر الميلادي فكانت تدرس جميع العلوم التي تدرس في المنطقة
انظر المراجع السابقة والوسيط ص :344 ونظم حيمد (السيرة المتالية)
وله مواقف متميزة في العلوم يقول في الحث على
طلب العلم ومساواة المرأة والرجل في ذلك
وطلب العلم وجوبه شمل جمع
الذكور والاناث كالعمل
وتارك التعليم عاص أبدا إن
كان تركه بلا عذر بــــدا
وعذره طلب عيش لازم أو اشتداد
مرض مـــــــلازم
كما يقول في الحث على تعلم اللغة وأن تعلمها هو
مفتاح جميع المعارف
تعلم اللغة شرعا فضل على التخلى لعبادة العلي
يؤخذ ذا من قوله وعلما آدم الأسماء الزم التعلــما
كما يقول في شأن الرخص الشرعية :
الله بالشريعة الوسعى بعث خاتم
الأنبياء من غير عبث
وفى اختلاف العلماء رخصا ومن
يعطل رخص الله عصى
والأصل في التضييق ضيق الباع وقلة الفهم والاطــــــــــلاع
ومما يدل على سعة علمه أنه نقض حكما للقاضي
الجليل محنض باب بن اعبيد حيث يقول محنض باب في ذلك :
ليس من أخطأ الصواب بمخط إن يؤب لا ولا عليه ملامه
حسنات الرجوع تذهب عنه
سيئات الخطأ وتنفي الملامه
إنما المخطئ المسي من إذا ما ظهر الحق لج يحمي كلامه
كما أن العلامة الشيخ محمد المامي قد عرض عليه
نظمه لخليل البالغ عشرة آلاف بيت يقول من بين عدة ابيات له في هذا الشأن:
قدتم عرضه على الأعيان كالعالم
الأكدبجي الربانى
كما يقول العلامة الجليل عبدالله ولد سيدي محمود
الحاجي:
الشوق منذ زمان زاد بالبال شوقي لأستاذنا محمذن فال
العالم الكامل الأديب سيرته تقوى المهمين غير خالي البال
في الله لله يمسى وهو منتدب بعد الغدو فمن حال إلى حــــال
بينا كذاك وما في الدين من خلل حتى
أنيل مقاما نيله عـــــــــال
إن العليل إذا ما حام حومتكم يشفى سريعا بإذن الخالق العالي
انخت نضو همومي أشتكى حالي إلى الولي التقي محمذن فـــال
بالله عفرلوجه الله وجهك لي جنح الدياج لحاجي ياابن متال
ويقول محمذن فال بن متال مخاطبا أحمد فال بن
الأمين الموسوي في شأن البنت التي رأى بعض العلماء ردتها:
ألا أبلغ إمام الغور طرا وترقى ما يروق السامعينا
وسله عن الملائكة ابتداء فهل منع الكتاب لهم بنينا
صريحا لم أجده وليس فيه وحمد الله محتوم علينــــا
ويقول المختار بن ألما مؤرخا لوفاته
وأشرف باب العلم والحلم والتقى على الموت من موت الإمام المبجل
سلالة متال الذى مات طائعــــــا بعيد صلاة
الظهر
وقت التنفل
وقد عاش 82 سنة فكانت حياته كلها مليئة
بالتدريس والتأليف ولم يغب عن الحياة
الاجتماعية والسياسية في عصره ويقول ابن
عمه لكبيد بن جب اليحيوي:
أيا من به الله الشريعة قد أحيى ولم يأت طول الدهر ما منه يستحيا
أتاك بما يعيا اللسان بحصره بنو عمك الأخوال حي بنى يحيي
وإن الذي يرجونه منك ميتا لفوق الذى يرجونه منك في المحيا
سقاك من الرحمن روحا وراحة كما شئت من بالمصطفى ختم الوحيا
ودفن محمد فال ولد متالي بانوَعْمرت 40 كلم جنوب شرق
نواكشوط فمزاره هناك .
ولمزيد من شمائله راجع السيرة المتالية لحيمد
ومذكرة البو بن محمذن بن زين وموسوعة المختار بن حامد ،وله كثير من المؤلفات وقد
ضاع بعضهما إثر وقعة لبيرات بين ايدكفودي
والفرنسيين حيث أحرق الفرنسيون الكثير من كتب ابن متال راجع ص: 51 من مذكرة الب.
عودة
الى أبناء الصديق كما اسلفنا :
و من المعلوم أن هؤلاء جميعا تربوا في تندغه ,
كما يقال إن أمهم بنت أمّن يوسف من أولاد ديمان كما أسلفنا وقيل إنها تندغية
ويمكن التوفيق بين الروايتين فربما تكون التندغية هي أم الصديق والثانية أم عياله
أو العكس .
أما سيرتهم الذاتية فليس لدينا منها سوى أنهم
شاركوا في حرب شربب جميعا.
ومما تذكر المصادر التاريخية أن الفاضل بن الصديق لما بلغ سن الرشد ذهب الى
مدرسة ناصر الدين الديمانى في بداية القرن الحادي عشر فكان من تلامذة
هذه المدرسة وبعد أن تضلع من العلم الظاهر والباطن غادر المدرسة وبعد ذلك علم أن حرب شربب باتت تلوح في الأفق -
بين الزوايا و حسان – ثم عاد الى مدرسته ليجاهد مع شيخه ناصر الدين الذي كان قائد
الزوايا في هذه الحرب ثم التحق به في الحرب إخوته حيبل وحامدت والامين الذي ذكرانه
استشهد في الحرب ، ويقال إن حيبل هذا انتهت الحرب ودواة مداده لم تيبس قط، ومعنى ذلك
أنه كان حريصا على التعلم ولو كان في أيام الحرب.
ولما وضعت الحرب اوزارها ,توزعوا كما يلي:
1- ذهب الفاضل بن الصديق مع اليعقوبيين وكان قد رأى
في المنام أن ذريته في اليعقوبيين وقد أعجب بأخلاقهم، وتزوج امرأة منهم تدعى فاطمة
بنت أحمد ولد يفْهُما أخت محمذن بن أحمد
أهل "محمذن أحمد" ومن هذا التاريخ (استدقب) الفاضل واصبح يعقوبيا
يشاركهم في أفراحهم وأحزانهم .
وقد رزق الفاضل من فاطمة ثلاثة اولاد وبنتا إسمها مريم وهم الأمين
وحبيب الله وأحمد، فتزوج الأمين امرأة من "ايدَوَالحاجْ" اسمها عائشة
بنت محمذن كريم)الباشة
علما (،
وانجب منها ثلاثة اولاد وبنتا وهم المصطف واحمد
بابو ومحمذن وفاطمة وهي أم عيال عبدالله ولد مختيرى.
أما
المصطف فتزوج بأميمة بنت حبيبي بن العربي العمامية فكانت أم كل عياله.
أما أحمد
بابو فتزوج بأختها تمت ورزق منها محمدا وهو أكبر عياله فلما توفيت عنده تزوج أختها
عزيزة بنت حبيبي وهي أم باقي أولاده وللمزيد من المعلومات راجع الشجرة الخاصة بكل
أسرة.
أما حبيب الله بن الفاضل فقد تزوج ثلاث نساء
إحداهن بنت حرمة بن اشفاغ المختار )أهل
أحمدنل (فأنجب
منها مولود، والثانية عمامية أنجب منها المختار)السلطان( ، والثالثة دليمية بنت الحافظ بطن أولاد با اعمر .
أما الابن الثالث للفاضل بن الصديق فهو أحمد وقد تزوج ادودامية بنت
حبل ولد أخطيره وانجب منها ولدين هما الفال وحبل انظر الشجرة الخاصة به.
2 - أما حيبل ولد الصديق فقد تزوج بامرأة من شرفاء
تمكْل ـ بكاف معقودة ـ (أهل صلاحي) الذين يسكنون غالبا شمال
اكيدي وأنجب ولده الفالِّ الذى كانت زوجته ابنة عمه مريم منت الفاضل ولد الصديق
أخت هؤلاء الذين سبق الحديث عنهم ، فانجب
منها ابراهيم اخْليل وإخوة له توجد ذريتهم في "أولاد أبيري"
مع بعض ذرية أحمد حامدت ولد الصديق
وذرية محمذن ولد ألمين ولد الفاضل ولد الصديق
أخو المصطف واحمد بابو.
تفاصيل هذه العائلات الثلاث في
مذكرة اسماعيل ولد سيد ابراهيم الصديقي ) المأثور والمنقول في معرفة آل الشريف ابى بزولة .
وقبرالفاضل ولد الصديق عند طلحاية انسَغَيارْ 35كلم شرق انواكشوط
جنوب طريق الأمل.
أما ابراهيم أخليل فقد تزوج فاطْمَ منت بَغالِ السباعية فخِذ أدميسات أنجب
منها محمد والد محمذن بيات وأحمد بابو وعبدالله )الدهاه( وغيرهم أنظر الشجرة
الخاصة .
3 - أما أحمد حامدت ولد الصديق : فقيل إنه تزوج بامراة من اديبسات
وقيل انها من ادغرهاو. ومن ذريته يبا الذى
خلف والدا الذى خلف محمد أحبيب وإخوته أنظر شجرتهم الخاصة بهم.
4
- محم ولد الصديق بقي مع اخواله في
تندغة :وله اربعة اولاد أنظر شجرته الخاصة
وقبره عند لمغيفنت شمال لكوارب .
خلاصة :
يتضح مما سبق أن أهل الفالين الصديق تطلق
فقط على أحفاده الذين هم جزء من "إديقب" أخوالهم ويتمثل ذلك في:
1. الفاضل بن الصديق
وذريته، سوى محمذن بن ألمين وذريته.
2. محمد بن إبراهيم
اخليل بن الفالّ بن حيبلّ بن الصديق وذريته.
3. والد بن يبا بن أحمد حامدتُّ بن الصديق وذريته.
وبالرجوع الى المعطيات السابقة واستنطاقا
للشجرات يتضح أن أهل الفالين الصديق الذين ساكنوا "اديقب " قد امتزجوا
باليعقوبيين منذ ما يزيد على ثلاثة قرون ، وهذا التمازج يتضح في تداخل الامهات من
الفريقين كما يتجلى في العادات والسلوك والمفاهيم والقيم وحتى في الحرب والسلم
ومناطق السكن ، فهم ينتجعون الغيث من قديم الزمان ما بين ولاية
"اترارزة" إلى نهاية "تيرس الزمور" شمالا، ويمارسون نشاطاتهم
الثقافية بواسطة محاظرهم المتنقلة كما يسميها الخليل النحوي في كتابه المنارة
والرباط، وقد ظلوا على هذا الحال حتى جاء الاستعمار وسجل الجميع في مدينة "المذرذرة"
فكانوا يدفعون ما يسمى بالعشور للمستعمر في هذه المدينة وهي الإتاوة التي يفرضها
المستعمر، وبقى الحال هكذا إلى سنة 1947م حيث نقل أهل الفالين الصديق ديوانهم إلى مدينة
أطار فاصبحوا يدفعون العشور فيها وذلك لقربهم من أطار فهم يسكنون تيرس غالبا
لطبيعة ملكهم الذي حولوه من الغنم والبقر إلى الإبل، ومعروف أن الإبل تنمو في
صحراء تيرس أكثر مما تنمو على ضفاف النهر، وكذلك فرارا من أمراض النهر بعد أن ماتت
منهم مائة شخص في فترات متقاربة حول موضع "باكْلَيل" قرب مدينة تكند، ولكن
هذا النزوح إلى الشمال لم يؤثر في العلاقات والانتساب إلى اليعقوبيين فأصبح أهل
الفالين الصديق يكونون ما يعرف بإديقب الشمال.
وكدليل
على ذلك نأخذ مقطعا من قصيدة للأستاذ محمد الامين بن النن العمامي اليعقوبي:
أنتم هم "لكف" من نحو الشمال
لنا هل شام تيرس لولاكم لنا شــــام؟
كلا
ولم يـبق ذكر
للعشير بها لولاكم
إنــكم دفء وإطعــــام
يا آل
فاضلنا الصديق من شرفت "يعقوب " منكم بفضل فيه إنعام
أنتم
هم الصفوة الأعلون حق لكم منا اعتزاز وتبجيل وإكـــــــرام
فأنتم
لــبنـي "يعقوب" مفخرة
وأنتم لعــلاها الــذروة
الهــام
أما
كونهم في الاصل ليسوا من اليعقوبيين فهذا لا يعرفه إلا الخاصة من الفريقين وغيرهم
من القبائل المجاورة، والارتباط مستمر في المسائل العامة مثل العلاقات الاجتماعية
والثوابت كالديات وما اشبه ذلك، أما المسائل الإدارية والسياسية فلكل جهة مصالحها
انطلاقا من الوسط الذى تعيش فيه.
تعليقات
إرسال تعليق