الموضوع
الخامس : الملحق الثقافي
أهل
الفالين الصديق مجموعة تتصف بما تتصف به زوايا المنطقة من معرفة وعادات وأخلاق
ومحافظة فقد كانت لهم محاظرهم ونواديهم الأدبية والمعرفية رغم صعوبة الحياة
الأمنية والمناخية والسياسية .
ونظرا
لهذه العوامل فقد ضاع الكثير من تراث هذه المجموعة كغيرها من المجموعات المشابهة التي
تعيش حياة الحل والترحال ؛فقد ألفت هذه المجموعة ــ كغيرها من قبيلة اديقب ـ رحلة
الربيع والخريف بين اترارزة وتيرس ومن أدلة ذلك وجود مائة 100 دفين من أهل الفالين
الصديق في مقبرة باكليل جنوبي مدينة تكنت.
ونظرا لكل هذه العوامل وغيرها من العوائق :كندرة وسائل
التدوين ،وتأخر التمدن ،ورحيل المشائخ الذين يعتبرون مراجع يحتج بحفظها المتوارث
للقصص التاريخي، فقد كان الأبناء يخجلون من حكاية آثار آبائهم مما ساعد في ضياع
الكثير من هذه الآثار.
ورغم كل
هذا فقد أخترنا نماذج من أعلام هذه المجموعة تركوا آثارا في مختلف مجالات العلم من
حفاظ وعلماء وشعراء وكان المجال الجغرافي
لهذا النشاط من الصحراء الغربية الى الجانب الغربي من اكيد باترارزة .
أما
الإطار الزماني فهو من اواخر القرن الثاني عشر الى بداية القرن الرابع عشر هـ أساسا.
ومن هذه
النماذج المختارة على سبيل المثال لا الحصر:
1 ـ أحمد بابو بن ألمين
ابن الفاضل بن
الصديق وكان عالما جليلا درس العلم في محظرة أخواله إدوالحاج في وادان كما
درس معه أخواه المصطف ومحمذن وبعد أن تشبعوا من العلم هنالك انتقلوا إلى العالم
الجليل أشفغ الخطاط ( آبيه) ومكثوا معه إلى أن توفي . وبعد ذلك أسس كل منهم محظرة
.
وقد كان العالم
الجليل محمد بن محمد سالم من رواد محظرة أحمد بابو وكان محمد بن محمد سالم قد عد
أحمد بابو الصديقي من سلسلة أشياخ
اعتمدهم في أخذ المذهب المالكي عن علي الأجهوري حيث عزا له بعض الأقوال الفقهية في
كتاب اللوامع عند قول خليل (وإن رق جزء فمنه ).
وقد ذكر الأستاذ
محمد الامين بن داداه هذه السلسلة إلى علي الأجهوري وهي : محمد بن محمد سالم عن أحمد بابو الصديقي عن
الأمين المختار بن الفاغ موسى عن الأمين العتروسي عن عبد الدائم بن اخطيره عن
القاضي العلوي عن علي الأجهوري ).
راجع رسالة التخرج
من المعهد العالي رقم 60 سنة 83ـ84
2 ـ
سيدي محمد
بن أحمد بابو
وهو ابن أحمد بابو السابق .وكان عالما جليلا خاصة
في علم الأصول الذي اطلع عليه إبان حجه .وقد عده الخليل النحوي في
كتاب المنارة والرباط من العلماء السفراء الشناقطة في مصر. وكان في عودته من الحج
قد مر على مصر واتصل بأميرها فطلب منه البقاء معه فترة ، فبقي معه 6 سنوات وأتحفه
بهدايا قيمة منها 30جملا محملة بأنواع الهدايا و30غلاما من الاعوان.
وفى محاضرة بعنوان) دور الشناقطة في
المشرق( ألقاها الاستاذ الجليل حمدا بن التاه< موجودة فى
ارشيف اذاعة موريتانيا > ذكر من ضمنهم سيد محمد بن أحمد بابو الصديقي وذكر فيها
أنه هو الذى جاء بالطريقة النقشبندية وأعطاها للعالم الجليل محمد بن محمد سالم وقد
ذكره محمد الأمين بن داداه في رسالته المذكورة سابقا من ضمن تلاميذ محمد بن محمد
سالم ، كما ذكره والد بن المقري البوحبيني في نظمه لأعيان
موريتانيا يقول :
ولتذكرنْ سيد بن
أحمد بابو ضمن الذي قد جا به الأصحاب
محمد نجل ابن سالم
الأغر قطب الزمان ذي التآليف
الغرر
3 ـ أحمد بن المصطف ولد ألمين ولد الفاضل ولد الصديق
كان رجلا عالما
وسياسيا محنكا فقد كانت محظرته من أشهر المحاظر في زمنه وقد حج راجلا .وظل
الاعتناء بالعلم وخاصة حفظ القرآن عادة متسلسلة في أبنائه وأحفاده وعندما
ذهب السيل بمكتبته رسم لتلامذته مصحفا بخط يده كان وإلى عهد قريب عند ورثته .وقد
أوصاه شيخه بالمحافظة على مختار الوقت وظل ذلك سرا متوارثا في ذريته .
4 ـ بدين بن محمد سعيد:
محمد الامين بن
محمد سعيد بن ألمين بن المصطف بن ألمين بن الفاضل بن الصديق
عاش مدافعا عن
حياض العشيرة بل القبيلة (بني يعقوب) فقد قال له قائل يوما :هذه القبيلة التي
تدافع عنها أنت لا تنتمي إليها ، فقال قد وهبت لها نفسي .
وكان لا يبارى في
الشعر الشعبي ، إلى درجة أنه وهو صغير في المحظرة مع أشياخه هاجى امحمد بن هدار .
وقد قال يمدح
الشيخ الولي :
وكان قد قدم إليه
ووجد عنده شعراء ورفض الجلوس قائلا : وقدم مسافر فأمر الشيخ بتقديمه ولما أنشد
(اتهيدينته ) قال الشيخ إنه لن يحكى بعدها شعر حتى ينقضي أسبوع وهي :
الشيخ الولي كل
محفل حفلُ كامل ما اتحفل
والى اتحفل كل
محفل واتحفلُ لمحافل كاملين
اظهر من كلهم لا
استكبل في الساحل أفي الشرك
أفي التل
عكد اعكده ما اتكد
تنحل بيه الحله ماكان هيين
هو زاد بل العقد
والحل
الذوك لكتوب افكل محل
الا يحتاج كاع
لكتاب ينحل يعرف ذاك
الفيهم كاملين
منهل عذب اعل كل
منهل مورود والا ال جاه ينهل
والخلق اج من ابعيد
ينهل بتعركيب فيه أبتهيدين
شيخن الولي مايكد
ينجهل وال
جهل ذاك عاد اجهل
اهذا ما اكد كاع
يحجل بيه لمرو والدين
لثنين
أشيخ من كل لشياخ
وارجل واظهر منهم زاد وابجل
لبحر لكبير امنين
يجهل ما يكطعوه كون اتمانين
لمتان
ألَناس كله
يعجل
بنحيرت الناك هي واجمل
واالكبش لبيظ
والكبش لكحل
لاه يفوت فم كاملين
وادور ال
جاه
يدخل ماشاء الله فدف
والظل
واعود
اللور فوك
حنبل أزين من لحنابل
كاملين
واتجيه طبل
ظال تنصكل ابزيفه
اخظر ابزيفه اخمل
طبل ثمينه
ما
اتخمل جايبينه
عيل متعدلين
جايبينه من عند
خيمت اطبل ال
هي خيمت اتهيدين
خيمت اهل
شيخن الولي
ول اهل شيخن الشيخ ماء العينين
وقال مستسقيا :
متوسل
للحي السبحان ابمحمد
سيد عدنان
ا ل
طاه المان
ألمان واعطاه امع
ذاك التنفيك
ذاك
ال خلكل
بعنان ما فات
خلك لمخاليك
وافطر بكدح مزال
املان اشرب من
خاثر وازريك
اصديك
الحنان المنان كيف
الما كط ازكل تلحيك
يعطاي
الدرج
والشان يكلاع
الظيك والظيك
اغنين عن
حسيان اكان
واطريك اريج واتفيك
ابغيث الهون اج
عجلان الذ
لفريك اكل افريك
غيث اخرف بيه
الحيوان الغيث
ال يفتح لغليك
اسيل
لبطاح
الغراد
سيل ألاه سيل التوريك
واتم
السيل الا
ينزاد لين
اتكب الناس امزيك
واتب امل
شوخر
زاد ما ينكال
الفوك افلفريك
وله في
مساجلة مع امحمد بن هدار :
امحمد من كيفن
جان نبغ نصفيل لخواطر
بيه ال خاطر غير
آن زادان
يمحمد خاطر
امحمد ول هدار :
خاطر كاع انت ماه
اشوي وامنين الفظت انك خاطر
غزيت
ال شاطر يخي
بالمعط والكاف الشاطر
بدين :
شاطر
يالمانك متلاش فالبدع
الانك مشاطر
غير اشكيفت مشي
الحاش يالكوم امع مشي الفاطر
وله في
زيارة صالحين ايك و انتاجاط :
يهل ايك أبهل
انتاجاط زايركم ماه اعيار
بي نعرف عن ذاك
باط
هو بل الزيار
زايركم
يل
نافقين
الضعاف ال ياسرين
زايركم
يل
ماركين
القطب الما يبار
بالسر الفيكم
كاملين
كبارا
وصغار
وقال عن تيرس :
تيرس
ما كد اناله ذال من خلق ما ايرن
مايعرف باش
إناله الايعرف باش إكازرن
وله فى مساجلة مع
بعض اقرانه رحمه الله
أغناي زين
أمحق ول شين املى يسو
مامديور بيه
النفق ألا مدروربيه الكسو
5 ـ : محمذن
بيات الملقب (امن )
وكان من أهل العلم
والورع وصاحب محظرة كبيرة وقد ترك مصحفا بخط يده وسبب تسمية بيات أن جدته لأبيه فاطم بنت بغال من أبناء أبى السباع (ادميسات) كانت تداعبه قائلة بيات
واميمات أي آبائي وأمهاتي فلقبه زملاؤه بيات فغلب اللقب على الاسم .
6 ـ محمد
محمود بن محمذن بيات
(1240 1310 ) تقريبا) 1820 الى 1890 (تقريبا
ابن محمد بن
ابراهيم اخليل بن الفالّ بن حيبل بن الصديق وأمه مريم بنت محمودو بن حرمه
بن المبارك بن اتشغ المختار(أهل احمدنلّ بن يوقب).
برع في
الفقه الذي درسه في محظرة والده أساسا . كما درس عليه القرآن واللغة.
وكان حاد الذكاء
واسع الاطلاع دقيق الملاحظة، وقد اخترنا له موضوعين في الفقه
ومن شعره نماذج قليلة جدا.
نظم شروط الصلاة
ولم يفته أن يستدرك على الشيخ خليل ـ استجابة لقول خليل رحمه الله : (...فما كان
من نقص كملوه ومن خطإ أصلحوه ...) ـ قائلا :
دونك ما من
الشروط ياتـي
لقوله : شــرط للصــــــلاة
طهارتان من شروط
الصحة دون الوجوب كالغطا والقــبـلة
وسكت
الشيخ عن الإيمـان
وللــــوجوب دونها شرطـان
أن لا يكون مكرها
ويبـــلغا ولهما
أن لا يــكون فارغا
من عقله
وغير نائم وناس وطهرت من
حيضها ومن نفاس
بلوغ دعوة الرسول
ووجد مطهرا من ماء أو مما
صـــــعد
كذا دخول وقتها
فاسمع وع بعدها من صاحب
الـــــلوامع
وعده الوقت من
الشروط هب مستغرب لأن
وقتها سبب
ويقول في أحكام
تكبيرة الإحرام :
وإن ترد شرائط
الإحرام
فأوقعــــــــنها تابع الإمام
مكبرا
بالعربي
قائما
مستقبلا من بعد وقت دائما
قدم جلالة
وقصر
مــدها
من غير واو قبلها خذ حدها
ولا تـــــمــــد
همزة أو باء
والنــــقص دع ولا تكرر راء
والفصل بين
كِلْمتيها بالكثير واغتفر
الإبدال والفصل اليسير
كفتح
واو قبل همز أكبرا
وإن تولدت من الهاء احذرا
ولا يضر
ضم راء أكبرا
هذا الذي رأيتـــــــــه محررا
ويقول مستسقيا :
يا رب بالمصطفى
والآل والخلفا غيثا لما من مواشي الناس قد
عجفا
غيثا
هنيئا مريئا غير ذي وخم يحيي الموات
يعم الوهد والطنفا
يكسي النجاد
العواري بعدما لبست ثوب الخمول
ثياب الجدة اللحفا
وانف
(الغلاليز) من أرض يحل بها هذا القبيل وما ضاهى من الضعفا
هذا
الدعاء الذي منا أمرت
به أنت اللطيف إذا ما
قلت اللطفا
منك التمست
إجابات وعدت بها في محكم الذكر
يامن بالوعود وفي
ويقول في رثاء
العلامة بدي بن سيد محمد الشريف
الصعيدي :
على الغوث مصباح
الهدى بد من ربي سلام كنشر المسك
والعنبر الرطب
تحلى به غصن "القوية"
زينة بها حل في الأغصان
عالية الرتب
أيا عين
بكي قبره كل
داهم يقاعص غلب الناس
والنازل الصعب
ويا عين بكي بد
في مسغب
الشتا إذا عارض
الريح الرذاذ مع الجدب
فلو كان
يفدى بالتضاعف
ميت لكان
المفدى بالألوف على حب
جزاه المجازي المرتجى عنده
الجزا جزاء
الذي دون النبوة والصحب
هي
الثلمة العظمى بذا الدين
مالها مَسد ،
ولكن ما على الدهر من عتب
تولى
وخلى الحمد لله
بعده بدور
الدياجي للورى وقضا النحب
وله في
الشكوى لابن المقداد
وقد كان مع رفيقين
له في (اندر) من بنى يعقوب وكانوا قد باعوا جملا لسينغالي ب65 اوقية فلما حل الأجل
تنكر لهم ، فذهبوا إلى ابن المقداد فأنشده محمد محمود الأبيات التالية
،فأرسل من جاءه بالرجل المتنكر وانتزع لهم منه الثمن.
والأبيات هي:
حطت رواحلها
عند ابن مقــــداد غوث اللهيف وغيث
النازح البادي
ليث جريء إذا ما
الضيم حل به وللضــعاف لـــذيذ
الــــطعم مهـــاد
عصابة من بني
يعـــقوب خـــــيرة يرجون منك انتصاف الظالم العادي
لها (صه )من أواق
لا مزيـــــد لها أودى بها عــبدها
الدعابة الدادي
لا خاب فيك رجا لكل
محتسب يا معمل العيس حتى روضة الهادي
ومن رقيق شعره:
طال المناخ وعي
النأي والسبل أن يخبراك
حديث الركب يا رجل
فالدار يا أسفي من
بعد نزهتها أمست
خلاء وأمسى أهلها احتملوا
إلا
أثافي سفعا جنحا
وسوى وعث الركاب
وإلا الأوب والسبل
فغلسوا بعدما راح
الربيع
لهم يهــــوي
هوي أتي حطه جبل
فيا لذلك من
رزء أصاب
به
كل المصائب عندي بعده جلل
ولهذه الأبيات قصة
طريفة إذ أنه كان هناك خبير بالشعر كلما أنشد شعرا عرف صاحبه فأنشده بعض
زملائه هذه الأبيات فقال على الفور :( هذا لسان الشماخ بن ضرار).
فضحكوا واخبروه
أنها لمحمد محمود بن بيات وكانوا قد أيقظوه من نومه واستنشدوه لهذا الغرض .
فصاروا يلقبون
محمد محمود زمنا بالشماخ
ومن رقيق
شعره كذلك :
ما نطفة من ذرى
حيد
يزحزحها
بات الدبور على الأصلاد يضطرب
جاءت بها من
بنات الدلو
سارية
إلى ركي حماه الوعر واللصب
من ورد أعصم ذي
حيد وذي
حيد
ومن فروط القطا يحتثها القرب
يوما بأعذب من
فيها إذا
ابتسمت
بعد الهدو ولاح الظلم والشنب
وله يشكو
اللصوص والصعاليك إلى أمير آدرار أحمد بن امحمد بن عيده :
إلى مأوى الضرائك
والمصاب
وهادي العالمين إلى الصواب
مقوي
من له الحنفي
دينا
مداني من يعيث إلى التباب
مهدي حينما
إن كل
عنها
ذووها العاليات من الصعاب
فلما
أن بدا حمد
الإله
تمتع بالبلاد ذوو
المآب
وهنئت
المعيشة
للزوايا
وآض الصاب يطعم كالرضاب
وهدئت
الزلازل
للبرايا
سلام كالهبوب من السحاب
فموجب
ما يجاء إليك
أنا
صبرنا من شبا ظفر وناب
لأبناء
(الفعيل) وكل
منا
محل الصبر في ذلق الظراب
حمونا
ما نجمع من
متاع
ومجموع ا لمآكل والشراب
وأشلاء
الفراش وكل
فرو
وأشلاء الهوادج والركاب
ألا
فارسل فداك أبي
وأمي
إلى السود الكلاب بني الكلاب
أسودك
لا عدمت فإن همي
ونظمي في الدعاء بمستجاب
أبيت اللعن
شأنك أن
تصبهم
ب (توكوياط ) قائدة العذاب
له عشرون
يتبعها
بخمس
فما تدري الذهاب من الإياب
كأنْ
ترحالهم منا إلينا
على عوذ معرقبة السقاب
وله من أبيات في الذب
عن العشيرة :
سلام
كهبات النسيم مع الفجر وفي
الطعم يزري بالمدامة والخمر
إلى كل فضفاض
الرداء عصابة كبا دون
مجراها الأديب من الصقر
فموجبه
أنا أتتنا
ألوكة فما
بالها البيدا دياجيها تفري
7 ـ : أحمد بن محمد محمود بن محمذن بيات (....، 1943 )
وهو ابن محمد
محمود السابق. وقد درس على والده مختلف الفنون وكانت له محظرة تدرس فيها مختلف
العلوم .
وكان أحمد بن بيات
رقيق الشعر أوردنا له نموذجين أو ثلاثة هي:
ووسنان
ألقى في التراب
جبينه فظلت به
أم تدور وتخضع
فطافت به
سبتا فظنت
هلاكه فعن لها
يسعى يرن ويرتع
بأشهى إلى الآذان
من صوت حيها إذا كرب الحراس
أن يتضجعوا
وله في مدح
الأمير أحمد بن الديد يستنهضه لرد مظلمة :
إلى منتهى سير
الضعيف وملجأ لهم ذوي الحاجات ساعدك
الدهر
سلام كعرف المسك
ريا وطعمه كطعم
المدام بعدما هدأ النسر
إلى سيد السادات
والأمر
أمره
إليك رفعنا الأمر إذ مسنا الضر
لهم
مهم مالنا عنه
ملجأ
ولم يغننا عنه الثراء ولا الفقر
وله في
نازلة فقهية حول شاة طعن البعض في حليتها ووردت إليهم أبيات في شأنها فأجاب بما
يلي :
إلى
من بمصباح العلوم تخيرا
سلام لذيذ الطعم يحلو مكررا
سلام
سلام لا يزال مجددا
فموجبه أن الجواب
تيسرا
سؤالكم
عن ميت لجماعة
تقوم به من حقه أن
يؤخرا
لتدريس علم النحو
والفقه واللغى ليعرف مضمون
الكتاب فيقبرا
فما بال ما بال
القريض بشبهه أمستبضع تمرا إلى
أرض خيبرا؟
فهذا
وإلا فاصبروا بصنابر سجيس الليالي
والشهور أذى الورى .
8 ـ :
حمدي بن محمذن بن
حبل :
ولد أحمد بن
الفالّ بن الصديق كان عالما جليلا شهد له بذلك القاصي والداني ولد1810 تقريبا .
وقد درس على كوكبة من العلماء منهم المختار بن ألما اليدالي ، وعاصر محنض باب
بن اعبيد الديماني حيث طلب منه إعارة كتاب الميسر لاستنساخه في
هذه الأبيات:
إلى من به يسمو القبيل
ويفخر ومن هو
عون للأمور ميسر
تحية صافي الود
يقصر دونها جميع التحايا
والجواب الميسر
أعره لنا شهرين
نستوف نسخه جزاك به ما كنت ترجو الميسر
وقد
ساكن آل المبارك زمنا طويلا وأعجب بهم وأعجبوا به حتى لقبوه بحمدي الأفعال
لشدة معرفته بالنحو ، وقد تحدث عنه المختار بن حامد في كتابه حياة موريتانيا حديثا
وافيا .
يقول في مدح
آل المبارك :
إن كنت تسأل من
يجاور فاجتور لبني المبارك كل
حال تكرم
من جاور الأشراف
عاش مكرما إن الكريم لذو
جوار الأكرم
قوم إذا رجف
العضاه
رأيتهم مأوى الضريك وعدة المتظلم
يقوى الضعيف
بقربهم فبقربهم نيل
المكارم واجتناب المأثم
وقد رد عليه العلامة
الشريف بن الصبار المجلسي مشيدا بهذه
الأبيات وبقائلها ومن قيلت فيهم فقال:
أساليب مدح
المادحين بأسرها إذا جال فيها
الفكر يعلو ويسفل
بها قد حبا أهل
المبارك خلهم مشيدي رسوم الدين والعلم الافضل
فمن
قاله أهل لإنشاء
مثله وما إن له عن قول ما
قيل معزل
وأربعة من
غير زيد عديدها ومطلعها
إن كنت إياي تسأل
وقال مقرظا كتاب
الكفاف لمحمد مولود:
تم كتاب
العالم المعلم
شمس البلاد في الزما ن المظلم
محمد من
بعدها مولود
بمثله الزمان
لا يجود
نجل قضاة كلهم قد
جددا أصابع الشهد
لهم قد أرشدا
الموسوي
نسبا وعلما وقد
كفى انتسابه ما تما
وقال يخاطب عبد
الحي بن احميٍد الموسوي الذي رد إبل قومه المنهوبة هو ورفيقه محمد عبد الله بن
سيد الذي كان عالما وجيها . وقد سئل عبد الحي بعد رحلته كان معك محمد عبد الله بن سيد فأجاب بل كنت أنا
معه .
وهذه الأبيات
أوردها المختار بن حامدن:
إذا خفت العدا من
كل قطر وعانت في دواهمها الخطوب
وجلجلت السنين على
البرايا فلا ضرع يدر ولا
ركوب
وعبد الحي كان
لها وحيدا لكل
من مزادته ينوب
نه لا
يختشى إن رد نهبا من
الأعدا إذا استغلى الرغيب
معم
في عشيرته
مخال جدير
أن يعد لما ينوب
9 ـ : والد
بن يبا
ابن حبيب بن أحمد
بن حامتو بن الصديق .من العلماء الأفذاذ كثير الإنتاج ، فقد كان ينظم الشعر
الفصيح والشعبي و أكثر شعره في السيرة النبوية والرثاء والتوسل.
ومن توسله:
حمدا
لمن وعد بالإجابة
سائله الى اضطرار نابه
إلهنا
إلهنا إلهنا
إلهنا استجب لنا دعاءنا
إلهنا
يا بارئ
البرايا إلهنا
يا مسبغ العطايا
إلهنا
يا موئل
العفاة
إلهنا يا مكثر الخيرات
إلهنا
بحق من
ناداكا فزال
عنه الضر إذ دعاكا
يا
ربنا بالمصطفى
المكي شفيعنا
الهادي النبي الأمي
أفضل
رسلك على
الإطلاق وما به خص
من ا لخلاق
صل
على محمد
والآل والصحب ما يقي من
الأهوال
بالاسم
الاعظم ومن
تلاه
فنال من مرغوبه مناه
بالتسع
والتسعين ذات العظمه وبالحروف
سرها والكلمه
أدعوك
بالرسل
والانبياء
وبالملائك
والاولياء
إلهنا
بحق أهل العزم
لا تأخذني في
اللقا بالإثم
وبالذي
دعا به أبو
البشر فتاب
ربه عليه وغفر
وبالذي دعا به الخليل
فصان عنه ناره الجليــــــل
وبالذي
به النبي
الملتقم دعاك
فاستجبت في هم وغم
وبالذي
دعا به النبي الكليم فخاض مع
جنوده البحر العظيم
بكل
ما به رسول أو
نبي
دعا ففاز بالدعاء وحبي
إلهنا
بالكتب
السماويه
وأهلها وكل خير حاويه
بكل
من صحب أفضل رسول
فنال من مرغوبه أوفر سول
بأهل
بدر ثم أهل
أحد بكل
من مع النبي ذا مشهد
بحق
من دعاك من
ولي
وعابد وزاهد تقي
بكل
مؤمن وكل
صالح وعابد
في الفلوات سائح
جنب
عبيدك المسيء
الحاملا أوزاره
الهول العظيم الهائلا
وله أيضا في الاستغاثة
بالله:
وغوثي
واغوثا بني شفى بر
شفاكم ونجاكم
إلهكم البر
ففي
البر ما يشفيكم من
وباكم شفى قبلكم من كان قد مسه
الضر
إلهي
كشفت الضر عن قوم يونس وعنه وعن أيوب حين لك اضطروا
إلهي
إن السيل قد بلغ
الزبا فنح الوبا يا من له
الخلق والأمر
تظاهرت
الأعدا والادوا فكن لنا فليس لنا
زيد سواك ولا عمرو
فلا
تقنطوا وادعوا الرؤوف فإنه
يغيث غريقا بعدما ضمه البحر
وقال
في رثاء العالم الجليل محمذن فال بن متال الفودي الإدريسي :
جميع
الورى عن سنة المصطفى سها تمادت على ذاك الزوايا
وخمسها
تصدى
ابن متال لها
فأقامها ملاحظة كالفرقدين
إلى السها
وقال
في رثاء العلامة محنض باب بن اعبيد الديماني :
أعين
الدين بك محنض بابا فقد عظم المصاب به
مصابا
رعى
دين الإله وكان راع
وشب على رعايته وشابا
ويقول في رثاء احمد
بن محمد بن أحمدبابو (اما) :
نال
العلوم سما القرين أبا الخنا في ضعف
سبع وحد الرحمانا
ثم
ارعوى (متبتلا)وقد اقتفى
هجر الشباب وآثر
الديانا
فلنعم
من لهم انتمى وهم الألى قد
أسسوا قد شيدوا البنيانا
وكان من مشاهير
القرن13 وقد توفي في آخره ودفن في العرية جنوب انواكشوط.
10 ـ : أحمد محمود بن محمذن بن حبيب
الله (حيناه )
.كان عالما تقيا
ورعا له شعر في التوسل والمديح النبوي و الرثاء والتوجيه وله كذلك شعر
بالعامية.
يقول بمناسبة
ولادة محمد المامي بن محمد الامين بن امين:
مني
إلى غرة الأشماس
والبدر تحية
كأريج المسك والدرر
هذا
وإنك لا يخفاك
موجبها طليعة طلعت عمت مدى
العصر
هو
الأمان إذا عم الورى
فزع ومسند الضعفا في البدو
والحضر
خليفة
الجد فيه سوف
يشبهه حتى يجاوز ما درى
من الخبر
فحاز
ما حاز من شطريه بهجتنا هو الذي يجتني
ما شاء من غرر
حمدته
للذي أنشاه من عدم
لا غرو أن شيد البنيان وهو حر
أطال
ربي بقاه بيننا
زمنا مع والديه
على سر بلا كدر
هذا
وجائزتي من والديه
معا دعاء خير بتي
كذاك تيك دري
أن
لا أرى النقص فيهما ولا كدرا إلى دخولي
عليين مع نظر
ويقول أيضا في مديحية:
الحمد
لله والشكر
الكثير له ثم
الصلاة مع السلام تصحبه
على
الذي قد سرى والناس قد رقدوا إلى
السماوات فاستوفى مؤمله
رقا
إلى أن رأى ما قد رأى وحبي
بما حبي ليتني كنت الوزير له
إلى أن يقول:
عليه
مني والأصحاب قاطبة والآل
والزوج والسلام يتبعه
تحية
كأريج المسك
خالطه شهد وورد وما
منها يقابله
وقد توفي رحمه
الله في حدود 1956 عن عمر يناهز 90 سنة.
11 ـ : محمذن بن الحافظ
ابن حبيب الله بن
الفالّ بن الصديق كان عالما تقيا وله عدة طرر على بعض المختصرات مثل إضاءة الدجنه،
وابن عاشر وشرح مقصورة ابن دريد وغيرها، وله عدة أنظام في التوسل منها:
يا ربنا
بجاه سيد
الورى لطفا
بنا ولتكفنا شر الضرا
ولتكفنا يا
ربنا كل
مرض قد حل في أبداننا وفي
العرض
أصابنا
كبارنا صغارنا
ولا له شاف سواك ربنا
بجاه
كل سور
القرآن وجاه
أحمد النبي العدناني
ولتشف ذا البني يا
من قد شفى أيوب
من أوصابه وشرفا
واشف له الأم
الحنون فاطمه
وعافها من الآفات قاطبه
وصلين يا
ربنا
وسلما على النبي والآل مادام السما
وكان هذا بمناسبة
مرض ابنه الحسن وأمه فاطمة بنت والد بن إيبا المتقدم.
إضافة لما
تقدم
هناك بعض الأعلام الذين لا يمكن تجاهلهم
وتوخيا للاختصار نقتصر على ذكر بعضهم فقط:
1ـمحمذن
بن مولود : كان عالما جليلا وله محظرة تدرس جميع الفنون وهو دفين
"آوسرد".
2 ـ مولود بن
المصطف: وكان رجلا كريما وله قصته المشهورة مع محمد بن الطلبة الذي قال فيه
كلمته المشهورة : (ليت لي حي من مولود) و قد وثق هذه الفكرة قي أبيات شعر لم نعثر
عليها حتى الآن.
3 ـ ويدود
: وهو عبد الودود بن مولود السابق وكان رجلا صالحا له خوارق خاصة في اختصار
المسافات ومن مشهور ما روي عنه في ذلك رحلته من تيرس إلى اندر خلال أسبوع واحد
ذهابا وإيابا.
4-أحمد بابَ بن
محمذن بن مولود: كان عالما
وله محظرة تدرس مختلف المتون.
5ـ محمد
سيديا بن ألمين بن المصطف وكان فقيها وخاصة في علم الفروض تجمع
حوله العديد لينهل من معينه الفقهي.
6 ـ محمد الامين
بن أحمد بابه: بن محمذن بن مولود كان رجل علم وتصوف عرف بالورع وجاهد مع الشيخ
ماء العينين .
7 ـ باب ولد)
حمنين( محمد الأمين ولد احمد بابو ولد
محمد ولد ابراهيم اخليل
الذى هاجر ابان موجة الهجرة الى المغرب في
القرن التاسع عشر وسكن في مراكش وكان قاضيا لا يصدر حكم شرعي في زمنه إلا بعد أن
يوقعه وقد لقب بقاضي القضاة كما بلغنا
8 ـ : محمد
المامي بن أحمد سالم بن المصطفى وكان فقيها نهل من محاظر مختلفة شهد له أشياخه
(أهل محمد موسى ) بالعلم .
9ـ أحمد بن
محمد بن الدهاه: كان فقيها تشهد له بذلك محاظر أهل محمد ولد محمد سالم فكان من
مسادير محظرتهم الجليلة.
10ـ محمد عبد
الرحمن بن المصطفى : وهو عالم يدرس مختلف الفنون وظلت محظرته قائمة في مدينة
اكجوجت إلى وقت قريب.
هذه المحاظر ذكر
بعضها المختار ولد حامد في موسوعته الجزء المتعلق بالجانب الثقافي.
وللنساء
دورهن الثقافي أيضا:
فقد تميز بعضهن
بالكثير من الخصال الحميدة كالعلم والصلاح والورع والاستقامة وكان بعضهن يتولى
تدريس القرآن ومبادئ العلوم الشرعية للأولاد، ومنهن من كانت تدرس علم الرجال إذا غاب
الرجال وبعبارة أدق فلا يخلو زمن إلا وفيهن اللواتي هن مرجع للفقه والنحو والصرف
والسيرة النبوية وأيام العرب وأنسابهم إلى جانب العناية بالشعر حفظا وقرضا عند
البعض.
نذكر بعضهن على
سبيل المثال لاالحصر:
1-أم الخير بنت
محمد ولد إبراهيم اخليل الملقبة (أناه يي) أم عيال أحمد ولد مولود ولد يا محمد
(لعمام)، لما رحلت إلى أصهارها سئلت هل معها شيء من القرآن فقالت أحفظه وأعرف
إعرابه ومعناه.
وكذلك الحال بالنسبة لأختها اعزيزة زوجة
البهجة ولد أفلواط (أهل باركلّ)
2- اخديجات بنت
مولود بن المصطف المذكور سابقا:
وكانت من أهل
الصلاح والعلم وقد رأت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام ومعه بعض الصحابة فقالت
مخاطبة النبي صلى الله عليه وسلم )الحمد لله ال رأيتك الين انصحح اعليك بيات في الهمزية ،ورطون
كهلات لعمام بالخلافات امعاهم فيهم ( ولما وصلت إلى هذين البيتن
ورجعنا وللقلوب
التفاتا ت إليه وللجسوم
انثناء
وسمحنا بما نحب
وقد يســــــــــــــــــمح عند الضرورة البخلاء
فقال النبي صلى
الله عليه وسلم مدحني البصيري فأخذتها الغيرة
فقالت وما تقول في مولود؟ تعني ابن
أجويد فقال ابو بكر ومن مولود؟ فهز النبي صلى الله عليه وسلم رأسه وقال اعرفه
فقالت كلمتها المشهورة (ظاهر عنك مانك راب في إديقب مخاطبة أبابكر فضحك الجميع.
3-عائشة بنت
محمد محمود بن محمذن بيات، كانت تدرس الألفية باحمرارها للطلاب إذا غاب أخوها
أحمد ولد بيات فلقبت عائشة ولد بيات ورد ذلك على لسان بعض مشاهير أهل يوقب تشبيها لها بإخوتها
4- مريم بنت
احمدو:
كانت واسعة الاطلاع
تحفظ القرآن وكانت مرجعا في السيرة النبوية وكثير من الكتب الفقهية.
5- خديجة بنت
أحمدو: وقد كانت مرجعا في النحو وأنساب العرب، وكانت كريمة مضيافة وقد جاءها
ضيف هي وابنها أحمدو فأكرماه وأعجب بتربية ابنها فقال:
يؤدي الفرض إن حلت
أداء وهوعن المكارم غير وان
تراه إذا عيون
الناس نامت يقوم الليل يذكر كل
آن
وجلدا لا تزعزعه
الدواهي وغير الله لا يخشاه
ثان
6- العزة بنت محمد سديا ولد الأمين الذي تقدم ذكره:
فقد إقتبست من والديها علما غزيرا قل أن يتوفر في شخص واحد, فيمكن وصفها (بمكتبة
متنقلة) ولا غرو فوالدها محمد سديا ولد الأمين وجدها من الأم أحمد بن بيات.
وختامنا
يكون بمقطعين من قصيدتين لكل من:
1-
محمد الأمين ولد عبد الودود جده لاب عبدالله بن بابو
(أهل محمذن أحمد)
فأهل الفاضل
الكرما نفوسا مكارمهم تساعدها
الطباع
بني الصديق إن لكم
عفافا لكم في القسم عينه
اقتراع
تلبون النداء لداع
خير فداع الخير عندكم مطاع
2-
محمد ولد الصوفي ولد أمخيتير (العمامي)
حيوا إذا لم
تعوجوا بالجمال معي حي
الأكارم آل الفاضل الفضلا
قوم بهم موقع ينسي
الغريب وهم خناصر المجد إن
عد الكرام علا
بحور معرفة عذب مشاربها
والغوث عند عظيم الأمر إن
نزلا
رحم الله الجميع وضاعف لنا ولهم
الاجر.
تعليقات
إرسال تعليق